الأحد، 29 أغسطس 2010

انفتاحٌ سريع وآمالٌ محطمة



ذات يوم وقف الأب خلف ذلك الستار الذي بجانب غرفة أبنهِ المدلل .

وتملئؤه حواسه حماساً بأن يرى ما يصنعُ ولدهُ على تلك الشبكة العنكبوتية ، فهو يتخيل ابنهُ يبحث عن علمٍ جديدٍ أو معلومةٍ يطور بها ثقافتهُ وترتقي بفكره ليكون أفضل حالاً منهُ ، فكعادة كل الآباء يتمنون أن يكون لأبنائهم أحوالاً وحياةً أفضل ، ولكن هنا حدثت المصيبة ووقع الأب مغشياً عليه دون حراك . . !!
 
هي مشكلة يجب الحذر منها لأنها ليست كأي مشكلة تسير معنا حتى أنها قد تتوارث عند أصحاب العقول النائية التي لا تعي أنه لَرُبما سقط فيها آباؤنا نتاج ظروف قاهرة فتراه يعيد الخطأ على أبنائه . .
 
مشكلتنا هذه هي كبت النفس في أجواء عسكرية وأوضاع يكرهها كل شاب ، فهي تجعل من ذلك الشاب كالعبد المأمور الذي ينتظر متى يُعتق من تـجبـر هذا المالك أوغياب هذا المتأمِر الأب المتسلط أو الأخ الآمر الناهي دون فكر واقعي .
 
وسياسة ذات نظرة إلى الأمد البعيد فهو يحكي ما يشاء ويفرط في ضياع أبنائه لا يدري أن الحياة علومٌ وتجارب لا تقف عند محطة ويبقى فيها الكل مستهدف لذا أول ما يجب الحذر منه لأبنائنا وأخوتنا هي أخطأنا في جعل الشاب يعيش كما نستهوي ، يعيش في أزمه وحرب نفسيه يخرج منها في الأخر منهزماً كلياً إن حاولت علاجه فلن تجد علاجاً جذرياً أبداً فتراه ينتظر متى يغيب المتقطرس سواءً كان ذالك هو الأب أو الأخ .
 
فصديقنا انتظر كثيراً لكن الأيام كذلك هي طويلة ولكنهُ لم يكن في سجنه كم يصور الموقف جالساً دون تفكير فقد كان يخطط لفعل كل ما يخطر على باله ويود إشباع كل شهواته فحان الوقت وغاب الأب وهرب الشاب من البيت الصغير إلى شوارع المدينةِ الكبيرة فلم يكتفي بأن يلهو داخل قريته الريفية الصغيرة ففعلاً فعل كل ما راودته نفسهُ فِعله لم يتبقى في خاطره شيء وثم عاد إلى قريته الريفية بعد أيام ...
 
لم يعرفه أصدقائه لأنه كان مثالاً للخلقِ والأدب و الآن مظهره الخارجي لوحده يعبر عن شخص آخر فابتعد عنهُ صحبته السابقين والتف حوله أصحابٌ جدد ، ما أروع الانفتاح السريع أصدقاء وشهوات وحياة ملئ بالملهيات ، حقيقة أن المتعة الحقيقية المحطمة لِلآمال وكل ذلك بسبب ذلك الأب الذي لم يكن لأبنهِ صديقاً بل كان عليه رَغيباً فقد عاش الابنُ تهور واستهتار وإكمال لمراهقة غير طبيعية هذا ماعاشهُ ذلك الشاب فقط .
 
لأنه لم يعّتد على أن يُكَون رقابة شخصية على نفسه فإنهُ قد أعتادَ على أن أباه هو من يراقب كل تصرفاته وحركاته حتى على التلفاز وكذلك الإنترنت لم يغب عنه حيث كان يخرجُ فجأه دون أن يظهر صوتاً أو دليلاً أن هنالك أحدٌ قادم ، فلقد عاش الشاب مبتعداً عن أي جو مشحون ولكن دون اقتناع أبداً.
 
والحقيقة أنك لا تدري متى الرحيل أيها الأب الجاعل لأبنهِ ضحية ينتظرها أولادُ الشوارع فأتى ذلك اليوم وعاد الغائب من سفره ووجد أبنه في تلك الحالة التي لم يتوقعها أبداً فحاول أن يتحدث مع ابنه المحترم ولكن هنا بانت المشكلة الكبرى فلقد أصبح الابن كلغةٍ لا يعرفها الأب . . !!

هناك تعليق واحد:

  1. موضوعك في غايه الجمال
    وطرحك في غايه الروعه
    بس حبيت اضيف شي بسيط او رساله الى كل من يمتلك نعمه الابناء والتي قد حرم البعض منها
    وليس كما يعتبر الاخرون وجودهم لاكمال زينه الحيا ه فقط بل انهم سوف يحاسبوا على كل صغيره وكبيره فعالوا ابنائهم

    ردحذف